تطوان – طنجة 23 أكتوبر 2024
أجمع المشاركون في ندوة علمية بعنوان “القدس محور الاهتمام العالمي”، الأربعاء بتطوان، على الدور الكبير الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والمملكة المغربية في دعم القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، وفي مقدمتها الحق في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
ووقفت التدخلات خلال هذه الفعالية الأكاديمية، التي نظمتها جامعة عبد المالك السعدي بتطوان ووكالة بيت مال القدس الشريف، عند الدور الكبير التي تلعبه الوكالة، الذراع الميداني والاجتماعي للجنة القدس، في الحفاظ على الهوية الحضارية والتاريخية للقدس الشريف، ودعم صمود سكانها المرابطين في مواجهة سياسات الاحتلال.
وأشار المتدخلون خلال الفعالية العلمية، التي حضرها على الخصوص وفد فلسطيني مكون من ممثلين عن المؤتمر الوطني الشعبي للقدس والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ووكالة بيت مال القدس وفعاليات أكاديمية ومدنية مغربية، إلى أن القضية الفلسطينية شكلت، على مر السنين، أحد ثوابت السياسة الخارجية للمملكة، مبرزين العمل السياسي والدبلوماسي وكذا الإنساني للمغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لنصرة الحقوق
المشروعة للشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة.
وأكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن الندوة تأتي بمبادرة من الجامعة ووكالة بيت مال القدس بمشاركة فعاليات فلسطينية ومغربية، لإبراز “الدعم الدائم للمغرب لنصرة القضية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن مؤسسات الجامعة “تستقبل حوالي 100 طالبة وطالب من فلسطين، ووقعت اتفاقية شراكة مع جامعة الاستقلال الفلسطينية، من أجل تعزيز التبادل العلمي والأكاديمي بين الطلبة والأساتذة الباحثين من الجانبين”
من جانبه، أبرز الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اللواء بلال النتشة، أن حضور الوفد المقدسي إلى تطوان للمشاركة في هذه الفعالية الأكاديمية يأتي من أجل وضع كل المثقفين والأكاديميين بالجامعة المغربية في صورة الوضع بمدينة القدس وتعريفهم بالمعاناة اليومية لسكان المدينة في مواجهة سياسات الاحتلال لتغيير هوية المدينة وتزييف تاريخها وتهجير سكانها.
وأبرز المنظمون أن هذه الندوة العلمية شكلت منصة فريدة لتبادل الأفكار والرؤى حول الوضع الراهن بالقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين، مما يسهم في تعزيز الوعي العالمي بقضيتها العادلة.
إلى ذلك، التقى الوفد الفلسطيني مسؤولي جماعة طنجة، حيث أبرز رئيس الجماعة، منير ليموري، أن استقبال الوفد الفلسطيني من طرف مجلس المدينة، بكل أطيافه السياسية، يندرج في سياق تفعيل اتفاقية الشراكة التي تجمع بين المجلس ووكالة بيت مال القدس الشريف، والتي أبرمت السنة الماضية” مشيرا إلى أن “الاتفاقية تتيح للمجلس دعم الأنشطة التي تقوم بها الوكالة بالقدس الشريف”.
من جهته أكد رئيس الوفد والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، بلال النتشة، في كلمة بالمناسبة، الدعم الكبير لجلالة الملك للقدس ولأهاليها ولفلسطين، مبرزا أن هذا الدعم الأخوي يتجسد من خلال مشاريع وكالة بيت مال القدس الشريف، وهو ما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والمغربي، والتي ستستمر إلى الأبد.
وأشار إلى أن “هذا الدعم يعزز من صمود سكان القدس الشريف وتثبيتهم في مواجهة الوضع المأساوي ومحاولات تهويد المدينة وتغيير هويتها وتهجير سكانها”، مضيفا “سنظل صامدين مرابطين وموجودين بفضل دعمكم، ولاسيما الدعم الملكي للقضية الفلسطينية”.
من جانبه، شدد حاتم محمد عبد القادر عيد، أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ووزير القدس الأسبق، أن “المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يقوم بجهد كبير على الصعيد الدولي لدعم القضية الفلسطينية، ويكفي أن جلالة الملك وضع القضية الفلسطينية في مرتبة الوحدة الترابية للمغرب، ما يدل على الأولوية والعناية الفائقة التي يضع فيها جلالته القضية الفلسطينية ضمن السياسة الخارجية للمملكة”.
وأشاد بما يقوم به المغرب، من خلال وكالة بيت مال القدس، من مشاريع مهمة على كافة المجالات الأساسية التي تتعلق بالمدينة المقدسة، تعليميا وصحيا ورياضيا واجتماعيا، والتي كان لها دور كبير في دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني.
من جهته، تطرق المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إلى مجموعة من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تقوم بها الوكالة لدعم صمود المقدسيين في مواجهة المحاولات الممنهجة لطمس هوية المدينة ولصد الاستيطان” مؤكدا أن “دعم المغرب للقضية الفلسطينية فعلي وأصيل وموصول، بعيدا عن كل المزايدات”، مشددا على أن “أي دعم، مهما كانت قيمته، هو مهم لجهود الحفاظ على هوية القدس الشريف”.
يشار إلى أن برنامج هذه الزيارة، التي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف ما بين 21 و28 أكتوبر الجاري، يتضمن سلسلة من اللقاءات، بكل من الرباط وطنجة وتطوان بالإضافة إلى الدار البيضاء.
//