لجنة القدس هي مؤسسة عربية إسلامية انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975، تعبيرا عن المكانة الخاصة التي تتمتع بها القدس الشريف في وجدان كل العرب والمسلمين وتجسيدا للأهمية التي توليها الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لقضيتها، وأسندت رئاستها للمغفور له الحسن الثاني ملك المغرب، بقرار صادر عن الدورة العاشرة لمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، لفترة تزيد عن ربع قرن، قاد خلالها عملها بمقدرة فائقة وسط تحولات جوهرية في الموقف العربي بشأن التسوية السلمية، بدءا من قمة فاس عام 1982م وحتى انطلاق مفاوضات السلام الثنائية والمتعددة الأطراف، استنادا إلى مرجعية مدريد عام 1991م فأصبحت لجنة القدس قوة داعمة لمسيرة السلام القائم على العدل تأسيسا على قرارات مجلس الأمن أرقام 242 و338 و425 ومبدأ الأرض مقابل السلام.

حددت مهمة لجنة القدس في حماية القدس الشريف والحفاظ على موروثها الديني والحضاري والإنساني من خلال التصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي للقدس.

 

وعلى الرغم من ثقل الأمانة التاريخية والحضارية والدينية التي تحملها المغفور له الحسن الثاني رحمه الله بجرأة واقتدار، وهو ما  عكسته المبادرات التي قام بها منذ توليه رئاسة هذه اللجنة بحكمة كبيرة، لعل من أهم مزاياها التعريف بقضية القدس الشريف ومكانتها الدينية والتاريخية والحضارية لدى الشعوب العربية والإسلامية على أوسع نطاق وكافة شعوب العالم المحبة للسلام، لاسيما وأنه رحمه الله كان يتمتع بقدرة متميزة على التبليغ والإقناع، إضافة لقوة البلاغة والحجة، حتى اكتسبت قضية القدس الشريف مكانة متميزة وأساسية في الحوار الإسلامي المسيحي.

ولعل أحسن معبر عن مستوى هذا الحوار والجدل العقلي المبنى على الوسطية والاعتدال حول قضية القدس هو ما تبودل من آراء ومواقف بين ملك المغرب، برمزيته الدينية وبابا الكنيسة الكاثوليكية بروما. وما الرسائل والخطب والزيارات المتبادلة بين المغفور له الحسن الثاني، رحمه الله، وقداسة بابا الفاتيكان، إلا دليلا ساطعا على الجهود التي بذلها ملوك المغرب للتعريف والذود عن قضية القدس الشريف باعتبارها أرض لقاء وتعايش، لا أرض عداء ونفور وحروب وضغائن.

وعلى هذا النهج الذي يشهد على ثبات الموقف والالتزام بقضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها القدس الشريف والذود عن حرمته، يسير جلالة الملك محمد السادس، مدافعا عن عدالة القضية، حاضرا إلى جانب إخوانه ليكمل بكل ثبات وشجاعة رسالة والده النبيلة، حتى تجد قضية فلسطين والقدس الشريف طريقها إلى الحل الذي يكفل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في تكوين دولة مستقلة وموحدة عاصمتها القدس الشريف، ثالث الحرمين وقبلة جميع الأديان السماوية.

لقد ظلت القدس المدينة العربية الإسلامية حاضرة في قلوب المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، لأنها تصب في صلب اهتماماتهم وتعد إلى جانب ذلك الموضوع الأساسي الذي يحظى بالأولوية في انشغالاتهم.

فمنذ تقلده المسؤولية وعاهل المغرب الملك محمد السادس، يتابع عن كثب واهتمام بالغ ومتواصل، والتزام دائم برسالة القدس، كل التطورات التي عرفتها قضية فلسطين، غير مدخر أي جهد لنصرة قضية المسلمين الأولى، وداعيا في كل المحافل الدولية والجهوية إلى جعل أرض فلسطين أرض لقاء وتعايش.

كما وقّع العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان يوم السبت 30 مارس (آذار) 2019 بالقصر الملكي بالرباط، على “نداء القدس”، الذي يهدف إلى المحافظة والنهوض بالطابع الخاص للقدس كمدينة متعددة الأديان، والبعد الروحي والهوية الفريدة للمدينة المقدسة.

ومما ينخرط في هذا الإطار أيضا نجد أن بلادنا تنظم سلسلة من الندوات واللقاءات العلمية من مستوى أكاديمي ودولي رفيع حول قضية القدس الشريف لمطارحة الآراء حول هذا الموضوع، وفي سبيل إشعار المجتمع الدولي بالمخاطر التي تهدد القدس الشريف، والتهويد الذي تنهجه سلطات الاحتلال، والذي أضحى بكل أسف يطال المقدسات والمؤسسات والرموز الإسلامية، ويمزق أوصالها ويعرضها للخراب، مثلما يطال بصورة أخرى المؤسسات والمقدسات المسيحية.

ومن هذا المنطق، واعتبارا للأمانة الملقاة على عاتقه، دعا المغرب من خلال هذه المحافل إلى ضرورة إعمال العقل، وتحكيم البصيرة، والنظر إلى قضية القدس الشريف ومصيره من زوايا مختلفة لتعميق الوعي بها، وتنوير الرأي العام الدولي بكل وسائل الإعلام الممكنة وبكل أشكال التعبير المتاحة للوقوف على الجوانب المتعددة لهذه القضية التي لا تخص المسلمين لوحدهم، وإنما تهم كل أتباع الديانات السماوية، وكافة أهل الضمائر الحية وعقلاء البشرية، وخاصة المنشغلين بمصير التراث الإنساني والحضاري الذي تدخره القدس.

الدول الأعضاء في لجنة القدس

 

تتشكل لجنة من 16 بلدا وهي:

 

         المملكة المغربية

         دولة فلسطين

         الجمهورية العراقية

         المملكة الأردنية الهاشمية

         الجمهورية اللبنانية

         الجمهورية الإسلامية الموريتانية

         المملكة العربية السعودية

         الجمهورية العربية السورية

         جمهورية غينيا

         جمهورية بنغلاديش الشعبية

         الجمهورية الإسلامية الإيرانية

         جمهورية اندونيسيا

         جمهورية النيجر

         جمهورية باكستان الإسلامية

         جمهورية السنغال

         جمهورية مصر العربية

 

قرار إسناد رئاسة لجنة القدس إلى جلالة الملك الحسن الثاني

 

القرار رقم 10/4-س، بشأن لجنة القدس

إن مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقد في دورته العاشرة (دورة فلسطين والقدس الشريف) في مدينة فاس في المملكة المغربية من 11 إلى 15 جمادى الثانية 1399 هـ الموافق من 8 إلى 12 مايو/ أيار 1979م.

بعد الاطلاع على قرارات مؤتمري القمة الإسلامية اللذين عقدا في الرباط ولاهور وقرارات مؤتمر وزراء الخارجية بشأن القدس وحرمة الأماكن المقدسة وتحريرها.

أخذا في الاعتبار الوضع الحالي لمدينة القدس وأطماع العدو الصهيوني السافرة بها وإصراره على تهويدها وتحويلها إلى عاصمة للكيان الصهيوني العدواني.

وإدراكا منه أن هذا المنزلق الخطير الذي تواجهه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا بد سيجعل العالم الإسلامي حكومات وشعوبا يواجه بمسؤولياته التاريخية المقدسة.

يقرر:

1.    عقد لجنة القدس على مستوى وزراء الخارجية برئاسة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني عاهل المملكة المغربية الذي تفضل بقبول رئاسة اللجنة.

2.    قيام اللجنة بصورة خاصة بوضع برنامج سياسي وإعلامي في العالم غير الإسلامي إضافة إلى مهام اللجنة وطبيعة مسؤولياتها بهدف دعم قرارات هيئات منظمة المؤتمر الإسلامي على مختلف المستويات للمحافظة على عروبة وإسلام المدينة المقدسة وعودتها إلى السيادة العربية الإسلامية.

3.    تخول اللجنة الصلاحيات اللازمة لاتخاذ ما تراه من الإجراءات لتنفيذ البرنامج الذي تقره لتحقيق أهدافها، وتقدم تقريرا عن أعمالها وفقا لهذا القرار إلى المؤتمر الإسلامي.

مشاركة

Share on facebook
Share on google
Share on twitter

Partage

Share on facebook
Share on google
Share on twitter